Thursday, May 15, 2008


مقال للكاتب فهد البسام بجريده الرأي العام يوم الجمعه 13 أبريل 2007

يجلس في شرفة منزله المطل على البحر، يحتسي القهوة، يحبها من دون سكر كحاله اليوم، يرشف ويبتسم ويتذكر، بنى لهم مجدا وثروة فرموه بالسفه والجنون، يبتسم ويتذكر، كان أشجعهم وأهيبهم وأعقلهم، لم يكن يشبه والده كثيراً لكنه رغم ذلك كان أفضل وأنبل منهم جميعا، وها هو اليوم يشرب قهوته وحيدا بلا صديق أو نديم، تلاشوا الزوار، اضاعوا عنوان مجلسه، آه... من عرف الأيام معرفتي بها وبالناس...، حققوا مرادهم، حجروا عليه، سلبوه ثروته التي بناها وسرقوا مجده الذي شيده، استعجلوا قبل اوانهم، وتركوه، قالوا عنه مجنون وما عاد يفقه شيئا لكنهم يأتون إليه في كل يوم يستجدون رضاه ومباركته، وهو ينصت لهم ولا يرد، بعد ان سلبوه حياته يريدون تعويضه باصطناع الاحترام، ليس حبا فيه ولكن حرصا على >صورتهم امام الناس، وهو يعلم حقيقة ان لا شيء يدفعهم فعلا لذلك الا وخز الضمير والخوف من دورة الأيام،سلبوه ثروته التي افنى عمره وصحته من أجلها، وها هم الآن يختلفون عليها، يكيدون لبعضهم، يتقاذفون الاتهامات، ويتنابزون بالمناصب والألقاب، بالنسبة لهم هي مجرد ثروة و«تركة» يريدون الاقتطاع منها لكنها بالنسبة له هي عمر وتاريخ وحياة، حياة حافلة بالعرق والدم والدموع والتنازلات والصدامات، سلبوها إياه واختلفوا عليها، وهو يعلم، متيقن، سيضيعونها، سيضيعونها، لم يتعبوا مثلما تعبت، لم يعرفوا مثلما عرفت، لم يعشقوا

مثلما عشقت...يبتسم ويتذكر، ويشرب قهوته المُرة كأحوالهم اليوم



رحمك الله يا سعدنا يا سعد الكويت


2 comments:

5:20 said...

رحمك اللة يا عز الكويت

رحمك اللة يا خير الكويت

Anonymous said...

مقالة قوية مدري شلون مرت لكن تعبر عن اصوات ناس وايد. الله يرحمه